• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    البشارة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    حديث: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    خطبة: شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    تفسير سورة الكافرون
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (4)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من مائدة الفقه: السواك
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أهمية عمل القلب
    إبراهيم الدميجي
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

دراسة الألفاظ القرآنية في تفاسير الصحابة الواردة في "جامع البيان" للإمام الطبري

دراسة الألفاظ القرآنية في تفاسير الصحابة الواردة في جامع البيان للإمام الطبري
عائشة الهلالي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/3/2021 ميلادي - 23/7/1442 هجري

الزيارات: 7245

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دراسة الألفاظ القرآنية في تفاسير الصحابة الواردة

في « جامع البيان » للإمام الطبري

عـائـشـة الـهلالـي

أستاذة التعليم العالي

مساعدة شعبة الدراسات الإسلامية

بالرباط

 

أبرز ما انطبعت به إسهامات الصحابة اللغوية في التفسير: العناية بالألفاظ، وهذا مما سييسر مهمتهم عند توضيح التراكيب، وهذا عمل جاد ومهم، إذا نظرنا إلى حق الأسبقية وقانون الأولويات، وقد وضح الزركشي أسبقية علم المفردات على كل علوم اللغة، فقال: وأول ما يجب البداءة به منها تحقيق الألفاظ المفردة، فتحصيل معاني المفردات من ألفاظ القرآن من أوائل المعادن في بناء ما يريد أن يبنيه [1].

 

وقد علل الزركشي قوله تعليلًا ممتازًا، فقال: "إن المركب لا يعلم إلا بعد العلم بمفرداته؛ لأن الجزء سابق على الكل في الوجود من الذهني والخارجي [2].

 

وقد تنوَّعت مجهودات الصحابة في هذا الميدان، فاهتموا بتعريف المفردات التي استعملت في القرآن الكريم، حسب مجهود العرب، أو المفردات التي أكسبها الإسلام معنى جديدًا.

 

كما تتبعوا المفردات التي وردت بمعنى واحد في القرآن الكريم، وبيَّنوا أصل اشتقاق الكلمة والكلمات التي وافقت لغات أخرى غير لغة العرب.

 

1 - المفردات التي جاءت على معهود العرب:

أنزل الله القرآن على استعمالات العرب وألفاظها الخاصة، ولذلك اعتنى الصحابة ببيان هذه الألفاظ، وخصوصًا عبدالله بن عباس الذي بلغ بيانه لهذه الألفاظ مبلغًا كبيرًا، حتى إن السيوطي جمع هذه الأقوال مرتبة على سور القرآن [3]، وكأنها معجم لهذه الألفاظ القرآنية، وجامع البيان للإمام الطبري، كذلك قد وردت فيه أقوال كثيرة لابن عباس لتحديد هذه الألفاظ، جلها من طريق علي بن أبي طلحة، وهي طريق جيدة، وهي الطريق التي اعتمدها البخاري في جامعه[4].

 

أخرج الإمام الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: ﴿ فَلَا تَأْسَ ﴾ [المائدة: 26]؛ يقول: فلا تحزن"[5].

 

ومعنى هذه اللفظة هو المعنى الذي ألفه العرب؛ يقول الإمام الطبري موضحًا هذه اللفظة: "يقال منه: "أسي فلان على كذا، يأسى أسًى"، وقد أسيت من كذا؛ أي: حزنت، ومنه قول امرئ القيس:

وقوفاً بها صحبي عليَّ مطيَّهم ♦♦♦ يقولون لا تهلك أسًى وتَجَمَّلِ

 

يعني لا تهلك حزنًا"[6].

 

وأخرج الإمام الطبري من طريق ابن أبي طلحة، عن ابن عباس: "﴿ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 60]؛ يعني ما اكتسبتم من الإثم" [7].

 

وهذا المعنى الذي بيَّنه ابن عباس يوافق فَهْمَ العرب للكلمة؛ قال الإمام الطبري: (وأما "الاجتراح" عند العرب، فهو عمل الرجل بيده أو رجله أو فمه، وهي الجوارح عندهم، جوارح البدن فيما ذكر عنهم، ثم يقال لكل مكتسب عملًا: "جارح"، لاستعمال العرب ذلك في هذه "الجوارح"، ثم كثُر ذلك في الكلام، حتى قيل لكل مكتسب كسبًا بأي أعضاء جسمه: اكتسب "مجترح") [8].

 

وأخرج الإمام الطبري من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: "﴿ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ ﴾ [يوسف: 72]؛ يقول: كفيل"[9].

 

وهذا المعنى الذي تحمله "زعيم" في هذه الآية، هو المعروف عند العرب في كلامها.

 

قال الإمام الطبري: "وأصل الزعيم في كلام العرب: القائم بأمر القوم، وكذلك الكفيل والحميل، ولذلك قيل رئيس القوم زعيمهم ومدبرهم [10].

 

والعرب في معهود كلامها؛ إما أن تستعمل الألفاظ في الحقيقة أو المجاز، وقد فطن كبار الصحابة لهذه الميزة المعروفة، فلم يكتفوا ببيان الألفاظ التي جاءت على حقيقتها، بل بينوا الألفاظ التي تَجَوَّزَ القرآن الكريم في استعمالها، ومن ذلك ما رواه الإمام الطبري، قال: ثني عبدالحميد بن بيان القَنَّاد قال: ثنا إسحاق، عن سفيان، عن عاصم، عن بكر بن عبدالله، عن ابن عباس قال: الإفضاء المباشرة، ولكنَّ الله كريم يكني عما يشاء"[11].

 

ومن ذلك ما أخرجه الإمام الطبري عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة قوله: ﴿ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ﴾ [الإسراء: 107]؛ يقول: للوجوه"[12].

 

فقد بيَّن ابن عباس أن كلمة "الأذقان" في هذه الآية المقصود منها الوجوه، ولا يقصد منها المعنى المعروف في لغة العرب؛ لأن "الأذقان في كلام العرب جمع ذقن وهو مجمع اللحيين"[13].

 

لقد اتَّخذ الصحابة مواد كثيرة للوصول إلى معاني الألفاظ القرآنية، وتوضيحها للناس، فاعتمدوا القرآن نفسه، والقراءات القرآنية وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، واستعمالات العرب.

 

فابن عباس اعتمد على القرآن لبيان اللفظة القرآنية "رحمة"، و"زَلَقًا"؛ قال الإمام الطبري: "ثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال ثني حجاج عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني عن ابن عباس ﴿ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ ﴾ [الإسراء: 28]، قال: رزق: ﴿ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ ﴾ [الزخرف: 32]" [14].

 

وقال الإمام الطبري: "ثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: ﴿ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا ﴾ [الكهف: 40]؛ قال: مثل الجُرُز"[15].

 

كما كان للقراءة التي تُقرأ بها اللفظة القرآنية أثرًا في معناها، فقد أثر ابن عباس تفسيرين لقوله تعالى: ﴿ سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ ﴾ [إبراهيم: 50].

 

روى الإمام الطبري قال: "ثنا القاسم، قال ثنا الحسين، قال: ثني حجاج عن ابن جريج، عن مجاهد، قال: قطران: نحاس، قال ابن جريج قال ابن عباس: (مِن قَطِرَانٍ): نحاس"[16].

 

وأخرج الإمام الطبري عن ابن عباس من طريق ابن أبي طلحة: "قوله: (مِن قَطِرَانٍ) قال: هو النحاس المذاب" [17].

 

فاختلاف معنى "قَطِرٍ آنٍ" راجع إلى كيفية أدائها، فإن قُرِئت موصولة كان معناها النحاس وإن قرئت مفصولة، فآنٍ ستكون صفة للنحاس، كما اعتمد الصحابة على أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم لبيان الألفاظ القرآنية؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم - أفصح العرب - أُثر عنه تفسير بعض الألفاظ القرآنية الغريبة، من ذلك ما رواه عنه الإمام الطبري قال: ثني المثنى قال: ثنا إسحاق قال: ثنا محمد بن حرب، قال: ثنا ابن لهيعة، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كل حرف يذكر فيه القنوت من القرآن، فهو طاعة لله[18].

 

إضافة إلى هذه المصادر، حرص الصحابة على استقاء المعلومات اللغوية من أهلها، لمعرفة مدلولها عند العرب.

 

قال الإمام الطبري: "ثنا ابن بشار قال: ثنا أبو أحمد محمد بن عبدالله بن الزبير قال: ثنا سعر، عن قتادة عن ابن عباس قال: "لم أكن أدري ما" ﴿ افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ ﴾ [الأعراف: 89] حتى سمعت ابنة ذي يزن تقول لزوجها: انطلق أفاتحك"[19]، فكلمة ابنة ذي يزن أضاءت لابن عباس معنى الآية 89 من سورة الأعراف، وبيَّنت له أن "افتح" هي "اقضِ"، وقد بيَّن الإمام الطبري قبل ذلك معنى الآية الذي فهِمه ابن عباس فيما رواه عنه علي بن أبي طلحة "قوله: (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ)، اقضِ بيننا وبين قومنا"[20].

 

وأهم المرتكزات التي ساعدت الصحابة على توضيح غريب القرآن: شعر العرب، فهو ديوان أمجادهم وسجل لغتهم، ولذلك اعتنى الصحابة به وحثوا على طلبه؛ قال الإمام الطبري: "ثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن يونس بن أبي اسحق، عن أبيه عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: إذا تعاجم شيء من القرآن، فانظروا في الشعر، فإن الشعر عربي، ثم دعا ابن عباس أعرابيًّا، فقال: ما الحرج؟ قال الضيق، قال: صدقت" [21].

 

وأكثر الصحابة اعتمادًا على هذه الأداة هو ابن عباس، ونظرًا لأهمية هذا العمل، قام السيوطي بجمع ما رُوي عن ابن عباس في ذلك في كتابه الإتقان[22] وهي مسائل نافع بن الأزرق التي أخرج بعضها ابن الأنباري في كتابه "الوقف والابتداء"، والطبراني في معجمه الكبير.

 

وقد أخرج الإمام الطبري كثيرًا من هذه الأقوال في جامع البيان من ذلك "ثني محمد بن خالد بن خداش، قال: ثني سلم بن قتيبة، عن وهب بن حبيب الأسدي، عن أبي حمزة، عن ابن عباس في قوله: ﴿ بَنِينَ وَحَفَدَةً ﴾ [النحل: 72]، قال: من أعانك فقد حَفَدك، أما سمعت قول الشاعر:

حَفَدَ الوَلائِدُ حَوْلَهُنَّ وأُسْلِمَتْ ♦♦♦ بأكُفِّهِنَّ أزِمَّةُ الأجْمال [23]

 

و"ثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، في قوله: ﴿ فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ﴾ [النازعات: 14]، قال: على الأرض، قال: فذكر شعرًا قاله ابن أبي أُمية بن أبي الصلت، فقال: عندنا صيد بحر وصيد ساهرة"[24].

 

2 - المفردات القرآنية التي استعملت استعمالًا إسلاميًّا:

ثم إن القرآن الكريم وردت فيه ألفاظ استعملت في معنى إسلامي ما كان يعهده العرب، ولذلك فإن الصحابة حرصوا على بيان هذه الألفاظ ذات المفاهيم القرآنية، ففسروها حسب القرآن الكريم، من ذلك كلمة "الكبائر" و"السحت"، أخرج الإمام الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: "قوله: ﴿ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ ﴾ [النساء: 31]، قال: "الكبائر"، كل ذنب ختمه الله بنار، أو غضب أو لعنة، أو عذاب"[25].

 

وقال الطبري: "ثنا سفيان قال: ثنا غندر ووهب بن جرير، عن شعبة عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن مسروق، عن عبدالله قال: "﴿ السُّحْتَ ﴾ [المائدة: 62]" [26].

 

فكلمة "السحت" أكسبها الإسلام معنًى جديدًا - هو الرشوة - بعد أن كانت عند العرب تطلق على طلب الجوع، فابن مسعود في تفسيره للكلمة بيَّن مفهومها القرآني، ولم يذكر معناها اللغوي، وإن كان كلا المعنيين يلتقيان في شَرهِ الأكول وشَرَهِ المسترشي؛ يقول الإمام الطبري موضحًا معنى مفردة "السحت" في اللغة، وعلاقتها بالمعنى الإسلامي الذي صارت إليه، وأصل السحت: كَلَبُ الجوع، يقال منه: فلان مسحُوت المَعِدَة: إذا كان أكولًا لا يُلْفَى أبدًا إلا جائعًا، وإنما قيل للرشوة: السحت تشبيهًا بذلك، كأن بالمسترشي من الشَّره إلى أخذ ما يُعطاه من ذلك، مثل الذي بالمسحوت المعدة من الشَّرَه إلى الطعام" [27].

 

3 - تقصِّي لفظة بعينها في القرآن الكريم:

حرصًا من الصحابة على تدقيق عملهم التفسيري، اهتموا بتتبع اللفظة الواحدة في القرآن الكريم، وقد تكون هذه اللفظة مما يحتمل معنًى واحدًا في القرآن كله، وقد تكون هذه اللفظة من "المشترك الذي يستعمل في عدة معان"[28].

 

وهذا هو ما ظهر في كتب علوم القرآن باسم "جمع الوجوه والنظائر"[29]، أو "معرفة الوجوه والنظائر"[30].

 

فمن النظائر التي اهتم بها الصحابة ما أخرجه الإمام الطبري عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة: قوله: ﴿ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ﴾ [التوبة: 30]؛ يقول: لعنهم، وكل شيء في القرآن "قتل"، فهو لعن"[31].

 

وقال الإمام الطبري: "ثنا علي بن الحسين الأزدي، قال: ثنا المعافى بن عمران، عن سفيان، عم عمار الدهني، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كل سلطان في القرآن فهو حجة"[32].

 

وقال الإمام الطبري: "ثني زيد بن أخزم الطائي، قال: ثنا عامر بن مدرك، قال: ثنا عتبة بن يقظان، عن عكرمة، عن ابن عباس: قال كل ريحان في القرآن فهو رزق" [33].

 

كما اهتم الصحابة بتعيين المقصود من الألفاظ المشتركة ذات الوجوه الكثيرة حسب السياق، فلفظة ﴿ وَالْمُحْصَنَاتِ ﴾ [النساء: 24]، بمعنى العفائف، وفي الآية 25 من سورة النساء بمعنى الحرائر وبمعنى المتزوجات.

 

قال الإمام الطبري: "ثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، قال: ثنا عتاب بن بسير، عن خصيف، عن مجاهد، عن ابن عباس في قوله: "والمحصنات"، قال: العفيفة العاقلة، من مسلمة أو من أهل الكتاب" [34].

 

وأخرج الإمام الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: قوله: ﴿ أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ ا ﴾ [النساء: 25]، يقول أن ينكح الحرائر، فلينكح من إماء المؤمنين"[35].

 

وأخرج الإمام الطبري كذلك من نفس الطريق قوله: "فإذَا أُحصِنَّ"؛ يعني: إذا تزوَّجنَ حرًّا" [36].

 

ومن بين الوجوه كذلك لفظة "البلاء"، فهي تستعمل في الخير والشر: "وأصل" البلاء - في كلام العرب - الاختبار والامتحان، ثم يستعمل في الخير والشر؛ لأن الامتحان قد يكون بالخير كما يكون بالشر..." [37].

 

لكن ابن عباس خضوعًا لسياق الآيات، جعل البلاء المذكور في الآية 49 من سورة البقرة خاصًّا بالاختبار الذي يكون في الخير؛ لأن الآية جاءت في معرض امتنان الله تعالى على بني إسرائيل بإنجائهم من فرعون؛ أخرج الإمام الطبري من طريق علي بن أبي طلحة: "قوله: ﴿ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴾ [البقرة: 49]، قال: نعمة"[38].

 

4 - تحديد أصل الكلمة الذي اشتقت منه:

بل إننا نجد من الصحابة رضي الله عنهم من ذهب إلى أبعد من إعطاء معنى المفردات، وذلك حينما اهتم بتحديد أصل الكلمة، فكان ابن عباس وابن مسعود وناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، يرون أن آدم اشتق اسمه من أديم الأرض الذي خلق منه؛ قال الإمام الطبري: "وثني موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا عباس وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أن ملك الموت لما بعث ليأخذ من الأرض تربة آدم، أخذ من وجه الأرض وخلط، فلم يأخذ من مكان واحد، وأخذ من تربة حمراء وبيضاء وسوداء، فلذلك خرج بنو آدم مختلفين، ولذلك سُمِّي آدم، لأنه أُخِذَ من أديم الأرض" [39].

 

وكان علي بن أبي طالب يرى أن اسم "عرفة" يعود إلى قول إبراهيم "قد عرفت" حينما أتى عرفت مع جبريل؛ قال الإمام الطبري: "ثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبدالرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج قال: قال ابن المسيب، قال: علي بن أبي طالب رضي الله عنه: بعث الله جبريل إلى إبراهيم فحجَّ به، فلما أتى عرفة قال: "قد عرفت"، وكان قد أتاها مرة قبل ذلك، ولذلك سُميت "عرفت"[40].

 

وكان ابن عباس يرى أن لفظة "الإنسان" مشتقة من النسيان؛ قال الإمام الطبري: "ثنا ابن المثنى وابن بشار، قالا: ثنا يحيى بن سعيد وعبدالرحمن ومؤمل، قالوا: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: قال: إنما سمي الإنسان لأنه عُهِدَ إليه فنسى"[41].

 

5 - الألفاظ القرآنية التي للغات العجم بها تعلق[42]:

اهتم بعض الصحابة ببيان الألفاظ التي لها علاقة ببعض لغات العجم، وخصوصًا الحبشية.

 

قال الإمام الطبري: "ثنا ابن حُميد، قال: ثنا حكام، عن سفيان، قال: ثنا عنبسة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص عن أبي موسى: ﴿ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ﴾ [الحديد: 28]، قال: الكفلان: ضعفان من الأجر بلسان الحَبَشة [43].

 

"ابن حميد قال: ثنا حكام عن عنبسة عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: ﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا ﴾ [المزمل: 6]؛ قال بلسان الحبشة: إذا قام الرجل من الليل قالوا: نشأ" [44].

 

ثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:

﴿ طُوبَى لَهُمْ ﴾ [الرعد: 29]؛ قال: اسم الجنة بالحبشية"[45].

 

"ثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن جابر، عن عبدالله بن يحيى، عن عكرمة، عن ابن عباس: ﴿ السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ ﴾ [المزمل: 18]؛ قال: ممتلئة به، بلسان الحبشة"[46].

 

"ثنا ابن حميد، قال: ثنا أبو تميلة، عن الحسن بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس: (طه) بالنبطية: يا رجل"[47].

 

ويتصل بهذا العمل الهام بيان الأعلام الأعجمية الواردة في القرآن الكريم؛ قال الإمام الطبري: "ثنا ابن حميد، ثنا جرير، عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء، عن عمير مولى ابن عباس، عن ابن عباس: إن إسرائيل كقولك: عبدالله"[48].

 

ثنا أبو كريب قال: ثنا جابر بن نوح الحماني، عن الأعمش عن المنهال، عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس: "جبريل"، و"ميكائيل"؛ كقولك: عبدالله"[49].



[1] البرهان في علوم القرآن 2/ 173.

[2] البرهان في علوم القرآن 2/ 173.

[3] الإتقان في علوم القرآن 2/ ص54، وقد خصص السيوطي لما رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس الصفحة 6 إلى الصفحة 46، وخصص الصفحة 47 إلى الصفحة 54 لرواية الضحاك عن ابن عباس، وهي طريق فيها انقطاع.

[4] الإتقان في علوم القرآن 2/ ص5.

[5] جامع البيان المجلد 10، الصفحة 200 الأثر 11702.

[6] جامع البيان المجلد 10، الصفحة 200.

[7] جامع البيان المجلد 11، الصفحة 405، الأثر 13310.

[8] جامع البيان المجلد 11، الصفحة 405.

[9] جامع البيان الجزء 13، الصفحة 20.

[10] جامع البيان الجزء 13، الصفحة 21.

[11] جامع البيان المجلد 8، الصفحة 126، الأثر 8914.

[12] جامع البيان الجزء 15، الصفحة 180.

[13] جامع البيان الجزء 15، الصفحة 181.

[14] جامع البيان الجزء 15، الصفحة 75.

[15] جامع البيان الجزء 15، الصفحة 249، وكلمة الجرز جاءت في قوله تعالى ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا ﴾ [السجدة 27]، وفي قوله تعالى ﴿ وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ﴾ [الكهف 8].

[16] جامع البيان الجزء 13، الصفحة 256.

[17] جامع البيان الجزء 13، الصفحة 257.

[18] جامع البيان المجلد 6، الصفحة 403 الأثر 7050.

[19] جامع البيان المجلد 12، الصفحة 565 الأثر 14867.

[20] جامع البيان المجلد 12، الصفحة 564 الأثر 14860.

[21] جامع البيان الجزء 17، الصفحة 206.

[22] الإتقان في علوم القرآن 2/ 55 إلى 88.

[23] جامع البيان، الجزء 14، الصفحة 144.

[24] جامع البيان، الجزء 30، الصفحة 36.

[25] جامع البيان، المجلد8، الصفحة246، الأثر 9212.

[26] جامع البيان، المجلد10، الصفحة319، الأثر 11947.

ملاحظة مما يدل على استقصاء أبي جعفر أنه أورد اثنا عشر طريقًا عن ابن مسعود في تفسير كلمة السحت، والملاحظ أن التابعين كانوا يهتمون بالمسائل العملية، ولذلك أكثروا من السؤال عن هذه المفردة.

[27] جامع البيان، المجلد10، الصفحة324.

[28] و 2 البرهان في علوم القرآن1/ ص102.

[30] الإتقان في علوم القرآن2/ ص121.

[31] جامع البيان، المجلد 14، الصفحة207، الأثر 16628.

[32] جامع البيان، الجزء 19، الصفحة146.

[33] جامع البيان، الجزء 27، الصفحة122.

[34] جامع البيان، المجلد8، الصفحة160، الأثر8998.

[35] جامع البيان، المجلد8، الصفحة186، الأثر9062.

[36] جامع البيان، المجلد8، الصفحة201، الأثر9100.

[37] جامع البيان، المجلد2، الصفحة49.

[38] جامع البيان، المجلد2، الصفحة48، الأثر899.

[39] جامع البيان، المجلد1، الصفحة481، الأثر644.

[40] جامع البيان، المجلد4، الصفحة173، الأثر3794.

[41] جامع البيان، الجزء16، الصفحة221.

[42] العنوان مقتبس من قول ابن عطية في المحرر الوجيز: "باب في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله، وللغات العجم بها تعلق"1/ ص36، وقد استعملت هذا العنوان عوض "المعرب"، للخروج من الخلاف الموجود بين العلماء، هل في القرآن معرب أم لا؟ انظر المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب، 2/ ص105 إلى ص108.

[43] جامع البيان، المجلد1، الصفحة13، الأثر1.

[44] جامع البيان، المجلد1، الصفحة13، الأثر2.

[45] جامع البيان، الجزء13، الصفحة146.

[46] جامع البيان، الجزء29، الصفحة138.

[47] جامع البيان، الجزء16، الصفحة135.

[48] جامع البيان، المجلد1، الصفحة 553، الأثر 798.

[49] جامع البيان، المجلد2، الصفحة390، الأثر1620.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وقفات مع القاعدة القرآنية: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
  • وقفات مع القاعدة القرآنية: وأحل الله البيع وحرم الربا
  • الفتوحات الربانية في تفسير الآيات القرآنية: سورة البقرة الآيات (1-5)
  • وقفات مع القاعدة القرآنية: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان...)
  • الطبري: حياته وآثاره لفرانز روزنثال
  • خلاف الصحابة رضي الله عنهم في نجاسة المني وطهارته
  • من الدلالات البلاغية في الألفاظ القرآنية (1)
  • حول إمام المفسرين والمؤرخين الفقيه المحدث المقرئ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري - رحمه الله تعالى - (224 – 310 هـ = 839 – 923 م)
  • من الدلائل العقلية على صدق النبي صلى الله عليه وسلم (7) المضامين القرآنية ودلالتها على صدق النبي صلى الله عليه وسلم

مختارات من الشبكة

  • ألفاظ أدوات العذاب في الدنيا في الآيات القرآنية: دراسة دلالية (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • حوار ريمون هارفي حول الدراسات القرآنية عالميا(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • صدر حديثاً كتاب (كليات الألفاظ في التفسير- دراسة نظرية تطبيقية) للشيخ بريك القرني(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • الألفاظ التي يقولها الإمام لتسوية صفوف المصلين: جمعا ودراسة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الأخطاء التي يقع فيها الباحثون في الدراسات القرآنية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الألفاظ ذات الصلة بالرفق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مباحث الألفاظ في أُصول الحنفية - دراسة في كتاب التلويح في كشف حقائق التنقيح(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • لغة العامة في معجمات الألفاظ في القرن الرابع الهجري - دراسة لغوية(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • أنوار الحقائق الربانية في تفسير اللطائف القرآنية (دراسة وتحقيق)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مظاهر التلاؤم في التراكيب القرآنية(مقالة - موقع د. محمد الدبل)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب